حول موضوع: الشغب في الفصول الدراسية
الحديث عن ظاهرة الشغب داخل المؤسسات التعليمية بصفة عامة والفصل بصفة خاصة ليس بالموضوع الجديد ،إد العنف المؤدي إلى الشغب تطرقت له دراسات متعددة اجتماعية نفسية وتربوية، إلا أن الأشكال التي اتخذها الشغب في الآونة الأخيرة تدعو للقلق فعلا،و من ثم أصبح زاما البحث عن الأسباب الحقيقة لاستفحاله.
يرتبط الشغب بأسباب مركبة يعتبر الجميع شريكا فيها ، الأسرة، المؤسسة التعليمة، القيمون على الشأن التعليمي على جميع المستويات.
أم المسؤولية الأسرية فجلية واضحة وتم التحذير من تداعياتها منذ مدة باستقالة شبه كلية للآباء على مستوى التوجيه الأخلاقي وزرع القيم المجتمعية الرفيعة في أبنائهم مكتفين بتوفير المتطلبات المادية معتبرين التعليم فرصة لنيل شهادات تهل لمناصب شغل فقط وبالتالي لا يأخذ البعد الأخلاقي حيزا كبيرا من اهتماماتهم وهو ما أنتج متعلمين متمردين على كل القيم بما فيها الاحترام الذي هو الصمام لمنع الشغب أو العنف.
هذا لايعفي القيمين على الشأن التعليمي الذين يخططون ويبرمجون بعيدا عن الاهتمامات الحقيقة للتلميذ إد الملاحظ أن المناهج الموضوعة تعرف نفورا واضحا من طرف التلاميذ لسببين رئيسيين: الأول معالجتها لقضايا غالبا ما تكون بعيدة عن الواقع، الثاني اعتماد الكم المعرفي على الكيف الذي يمكن من اكتساب الكفايات الضرورية لاندماج مجتمعي حقيقي للتلميذ.
و لاتعفى الإدارة التربوية إذ تعتبر في أحان كثيرة كثيرة سببا مباشرا للشغب، بسبب استعمال أساليب تقليدية في التعامل مع التلميذ وحل مشاكله، غياب الجو المناسب ليعبر التلميذ عن حاجاته لإحساسه بطغيان العقلية السلطوية على عقلية الإنصات والتسامح والاحترام، وهو الشيء الذي يولد حقدا دفينا يسعى التلميذ لتفريغه في الفصل، من هذا المنطلق الإدارة التربوية بكل مكوناتها ملزمة بإعادة النظر في منهجية تعاملها مع التلاميذ،وتغليب العقلية التربوية على الهواجس الأمنية التي شكلت عائقا أساسيا في حسن التواصل مع التلاميذ وبالتالي غياب الفهم الحقيقي لنفسيتهم واهتماماتهم.
على مستوى آخر ، يشكل الأستاذ حجر الزاوية في الموضوع إذ هو في نظر الأغلب المتعرض لشغب المتعلمين و المعاني من عنفهم، التساؤل اgمطروح ألا يتحمل الأستاذ نصيبا في هذا الشغب باعتباره يشكل المتواصل المباشر مع التلاميذ والأقذر على معرفتهم ومصاحبتهم وحل بعض مشاكلهم؟
عندما يحمل البعض الأستاذ مسؤولية استشراء الشغب داخل الفصل فلأسباب واقعية وموضوعية منها:
- الاهتمامات المادية للبعض على حساب الاهتمامات التربوية.
- تسليم البعض بأن الظاهرة أصبحت أصلا ولاسبيل لمعالجتها,
- غياب رؤية تربوية واضحة لدى البعض، إذ الاعتقاد أن مهمة الأستاذ هي تمرير المعارف أثرت بشكل سلبي على دوره التوجيهي العلاجي لمشكلات التلاميذ الاجتماعية،النفسية،التعلمية.
- الدروس الإضافية المدفوعة الأجر أثرت بشكل سلبي على نظرة الجميع للأستاذ كمثال للكرامة والنزاهة والقيم الرفيعة وبالتالي أي عمل توعوي أخلاقي يقوم به يعتبر من طرفهم نفاق اجتماعي أو صحوة ظرفية لمنطق الأبوية.
مع ذلك لايمكن جمع البيض كله في سلة واحدة ، إذ تزخر المؤسسات التعليمية بأساتذة ساهموا بشكل كبير في إحداث تغيير جدري في قيم وأخلاق ومستوى تعلم تلاميذ نظر إليهم إلى وقت فريب على أنهم ميئوس من إعادتهم إلى جادة الصواب.
أخيرا ، أقول أن أسباب الشغب داخل الفصل أو المؤسسة مشتركة بين جميع مكونات الحقل التعليمي كما أن علاج الظاهرة يتطلب تضافر جهود كل هذه المكونات ، وقد علمنا الإسلام أن الإنسان قابل للإصلاح إذا التزم المصلح نفسه بقواعد هذا الإصلاح.
المتاقي المصطفى/ أستاذ التربية الإسلامية الثانوية التأهيلية ابن الياسمين
--------------------------------------------------------------------------------
السلوك العدواني(الشغب في المدرسة ) .
مفهوم السلوك عرفه (زيدان 1399هـ ) أن كلمة سلوك بمعناها العام تتضمن كل نشاط يقوم به الكائن الحي وكذلك كل حركة تصدر عن الأشياء فبحث الحيوان عن الطعام نوع من السلوك وانشغال الطفل في اللعب نوع آخر من السلوك أن مدلول كلمة سلوك في نظر الباحث الاجتماعي يتضمن كل ما يقوم به الإنسان من أعمال ونشاط تكون صادرة عن بواعث أو دوافع داخلية وهكذا يشمل السلوك ناحية موضوعية خارجية وأخرى باطنية ذاتية 156-157 .
وللسلوك الإنساني خصائص أهمها :-
• انه سلوك مسبب بمعنى آن لكل سلوك إنساني أسبابا تبدؤه وتنهيه.
• انه سلوك هادف بمعنى أن لكل سلوك إنساني أهدافا يسعى إلى تحقيقها والسلوك العدواني هو مظهر سلوكي للتنفيس أو الإسقاط لما يعانيه الطفل من أزمات انفاعلية حادة حيث يميل بعض التلاميذ إلى سلوك تخريبي أو عدواني نحو الآخرين في أشخاصهم أو أمتعتهم في المنزل أو المدرسة أو المجتمع ويعرفه(اسكالونى 1980) (بأنه يقصد بالعدوان كل المشاعر والدوافع التي تتضمن عنصر التدمير وسوء النية حيال الآخرين وهذه المشاعر يمكن أن يفصح عنها الأطفال في صور شتى) صـ12 ولكن من أين يأتي العدوان يذكر ( اسكالونى مصدر سابق) أن الفرد حتى يصير ناضجا يستشعر عددا من الانفاعلات منها البغض والحب والنفور والميل والغيض …الخ وهذه الانفاعلات تصبح جزءا من كيانه والشخص المتكامل بوسعه آن يستشعر مختلف الانفعالات في أوقاتها الملائمة والقدرة على استشعار العدوان من مقومات الشخصية ولكنه يكون خطرا عندما يتحول إلى سلوك تخريبي أو عدواني نحو الآخرين في أشخاصهم أو أمتعتهم أن السلوك العدواني يرجع في الغالب إلى التكوين النفسي المرتبط بمشاعر الطفولة واتجاهها .
مظاهر السلوك العدواني :-
يذكر زيدان ( بدون) ( آن السلوك العدواني يكثر انتشاره بين تلاميذ المدرسة الإعدادي والثانوية أي انه يكثر بين المراهقين ويتمثل هذا السلوك في مظهر كثيرة منها التهريج في الفصل والاحتكاك بالمعلمين وعدم احترامهم العناد والتحدي تخريب أثاث المدرسة والفصل ومقاعد الدراسة وجدران الفصول ودورات المياه والإهمال المتعمد لنصائح وتعليمات المعلم وبالتالي للمناهج المدرسية كذلك للنظم والقوانين المدرسية وعدم الانتظام في الدراسة ومقاطعة المعلم أثناء الشرح واستعمال الألفاظ البذيئة وأحداث أصوات مزعجة في الفصل) صـ 226 .
أسباب السلوك العدواني:-
يؤكد لنا (زيدان مصدر سابق)(أن السلوك العدواني لايمكن إرجاعه إلى عامل واحد بالذات بل ترجع غالبا هذه الأنماط السلوكية إلى عوامل كثيرة ومتشابكة وقد قامت ( وزارة المعارف في عام 1414 هـ) بتنظيم ندوة مديري التعليم الثالثة في الفترة من 16-18-10 \1414هـ بمدينة الرياض وكان من ضمن موضوعات الندوة الظواهر السلوكية وقد عبرت كل منطقة عن وجهة نظرها حول المشكلات السلوكية باعتبارها ظواهر سلوكية يجب دراستها وقد جاءت المشكلات التي تتطرقت لها إدارات التعليم بالمملكة مختلفة ومتعددة باعتبار أن لكل منطقة تعليمية مشكلاتها السلوكية الخاصة ولا غرابة في هذا لأن لكل مشكلة أسبابها المتعددة والتي ترتبط أحيانا بالبيئة التي تنشأ فيها وقد قامت الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد الطلابي بالوزارة بحصر المشكلات التي وردت من المناطق وترتيبها حسب تكرار المناطق لها وللأسف فقد جاءت مشكلة السلوك العدواني الأولى في الترتيب لان هذه المشكلات تتطرفت لها ( 21 ) منطقة تعليمية من ( 38 ) منطقة وقد شخصت المناطق التعليمية أسباب هذه المشكلة في ما يلي:-
1- أسباب بيئية .
• تشجيع بعض أولياء الأمور لطفله على السلوك العدواني .
• ما يلاقيه التلاميذ من تسلط أو تهديد من المدرسة أو البيت.
• عدم توفر العدل في معاملة الطالب في البيت.
• ما يتعرض له الطالب من فشل في الحياة الأسرية.
2- أسباب مدرسية.
• قلة العدل في معاملة الطالب في المدرسة.
• عدم الدقة في توزيع الطلاب على الفصول حسب الفروق الفردية وحسب سلوكياتهم (فيحصل أن يجتمع في فصل واحد اكثر من طالب مشاكس .
• ما يتعرض له الطالب من فشل مستمر في حياته الدراسية.
• عدم تقديم الخدمات الإرشادية لحل مشاكل الطالب الاجتماعية.
• عدم تقديم الخدمات الاجتماعية لقضاء أوقات الفراغ وامتصاص السلوك العدواني بطريقة مقبولة.
• ضعف شخصية بعض المدرسين.
• تأكد الطالب من عدم عقابه من قبل أي فرد في المدرسة.
3- أسباب نفسية:-
• صراع نفسي لاشعوري لدى الطالب.
• الشعور بالخيبة الاجتماعية كالتأخر الدراسي والإخفاق في حب الأبوين والمدرسين له.
• توتر الجو المنزلي وانعكاس ذلك على نفسية التلميذ .
• عدم ثبات السلطة مما يؤدي إلى اختلاط القيم في نظر التلميذ.
• أسباب اجتماعية:-
• المشاكل الأسرية.
• المستوى الثقافي للأسرة.
• عدم إشباع حاجات التلميذ الأساسية.
• تقمص الأدوار التي تعرض في التلفزيون.
• تأثير المجتمع المحيط بالمدرسة.
4- أسباب ذاتية:-
أ- حب السيطرة والتسلط.
ب ـ ضعف الوازع الديني لدى التلميذ .
ج ـ ما يعنيه التلميذ من حالات مرضيه ونفسيه .
د ـ إحساس التلميذ بالنقص النفسي أو الدراسي أو وجود عاهة جسديه مما يجعل الطفل يتجه للعدوان لأنه يجد فيه تعويضاً ينال به ذكراً في جماعته وشلته ولو كان ذلك تخريباً .
طرق العلاج :ـ
يرى بعض التربويين أن السلوك العدواني لدى التلميذ يمثل ظاهرة خطيرة يجب البحث عن طرق علاجها ويقترحون طرق العلاج الآتية:
1ـ تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء الطلاب لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها
2ـ مراعاة الدقة في توزيع الطلاب على الفصول (مراعاة الفرق الفردية) .
3ـ إشباع حاجات الطفل بالأساليب التربوية المناسبة .
4ـ يجب أن يكون للمعلم دوراً واعياً في إدراك هذه المشكلات والعمل على معالجتها .
5ـ تعزيز الجانب الديني الذي يرشد الطلاب إلى الإقلاع عن هذا النمط من السلوك .
6ـ الاستفادة من بعض النشاطات الاجتماعية في معالجة مثل هذا السلوك .
7ـ تكثيف النشاط المدرسي لامتصاص حماس الطلاب وسلوكهم العدواني .
8ـ مساهمة الإعلام في محاربة هذه الظاهرة من خلال ما يعرض من برنامج.
9ـ مراقبة الأطفال داخل المدرسة وتوجيهه سلوكهم نحو الأفضل .
10ـ تفعيل دور المرشد الطلابي في معرفة السلوك العدواني ومعالجتها .
الوظيفة النفسية للمدرسة :ـ
لا يقتصر دور المدرسة على تقديم المعلومات فقط بل أنه يتعداه إلى مراعاة النمو النفسي للطلاب والتعامل معه وفق الأساليب التربوية التي تناسب عمره الزمني فالتلميذ في مراحل نموه دائماً إلى 0الشعور بالأمن )و(بالانتماء إلى جماعه)وكما يذكر (زيدان ،مصدر سابق) أن التلميذ يشعر بأن المدرسين في عونه إذا احتاج إلى العون وهم يقدمون المادة العلمية مع إشعار الطالب بالكرامة والتقدير والاحترام المتبادل بين الطرفين .
كما يجب على المعلمين أن يعلموا آن المراهق يحتاج إلى منحه قدرها من الاستقلال وتعويده الاعتماد على نفسه فالطالب الذي يشعر بعدم اهتمام المدرس به قد يؤدي هذا إلى بعض الانحرافات السلوكية ،صـ 173.
وعلى هذا بجب على المدرسة أن تتعامل مع الطلاب أصحاب السلوك العدواني وفق الآتي :ـ
1ـ دراسة الطالب العدواني دراسة تحليلية تحدد ميوله وأهدافه ومشكلاته الشخصية في المنزل والمدرسة .
2-تشجيع على إشباع رغبته العدوانية في نفاذ طاقته في الرياضة البدنية أو تمثيل الروايات الصاخبة والمنافسة الدراسية الحرة والإكثار من اشتراكه في المشاريع المدرسية والرحلات والكشافة .
3ـ إنشاء علاقات طيبة بين المعلم والطالب العدواني وولي أمره حيث يدفعه ذلك إلى اتباع النظام والتمسك بالقوانين .
4ـ التزام جانب الحزم الموجه والتأديب المتزن لتحميل الطفل مسئوليه أعماله في مستواه الطفولي مع استمرار التوجيه الإيجابي والترغيب المشجع .
--------------------------------------------------------------------------------
كثيرا ما نسمع بمعارك ضارية داخل الفصول ، حيث أصبح التلميذ يهدد أستاذه بأصناف الوعيد، ويسب ويشتم مدرسه . ويصفه بأشنع النعوت بدون حياء. بل ويضرب ويلكم ويرفس الإستاد داخل الحجرة المدرسية التي من المفترض أن تكون أرضية للتعلم واكتساب المهارات ، لا حلبة للملاكمة .
قديما كان الأستاذ يسأل عن نبوغ وذكاء تلامذة المنطقة التي يود أن ينتقل إليها وحديثا أصبح يستفسر عن مدى خضوعهم ومرونتهم مخافة أ´ن يعين في مؤسسة يكون أهلها ذوو باس شديد. كما كانت نقاشات المدرسين تدور حول طرق التلقين والتفاعل الإيجابي للمتعلمين الأذكياء، واليوم أضحى السجال حول كيفية ترويض التلميذ المشاغب . قديما كان المدرس يلجأ إلى المكتبات لإغناء رصيده والتوسع في المحاضرات وحاضرا ينخرط في نوادي فنون القتال وفتل العضلات ، استعدادا للمعارك الضارية .
لقد أصبح المدرس معلما وحارسا للأمن ومروضا للضواري ، وأضحى التلميذ أسدا يزأر داخل المؤسسة . فما المنتظر من متعلم -إن صح نعته بذلك - يقص شعره بطرق بهاء ويمشى مشية الخيلاء، وفي فمه علكة يمضغها، وفي أذنيه سماعة الموسيقى، ولباسه يحكى عن الدلع الزائد. وجلسته على المقاعد تنم عن كسل شنيع . أما إذا تحدث ، فويل للحروف والكلمات ، وإذا عبر ترتعد اللغة.
نعم ، عاد المعلم كالعرجون القديم ، وتجاوزه الزمن في عصر الموضة والإعلام الماجن ، والتفكير العنيف ، فحكايات التمرد والعصيان داخل الفصول زادت عن حدها، والتلاميذ أ´مسوا سكارى ومخدرين ومدخنين ، كما غدت الحجرات المدرسية إصلاحيات ودورا للتأهيل الإنساني وسجونا مظلمة . ونخشى أن يصير زمننا وقتا للنفور من خدمة التعليم خاصة بالإعدادي والثانوي.
إن التهويل من كلمة مراهق وسن المراهقة من الأشياء التي تطفح الكيل وتزيد الطين بلة . فالتستر وراء هذه الكلمات ما عاد شيء يبرره ، بعدما ضاعت القيم وزاغت بنا السبل إلى متاهات الضياع . وبعدما حطمت كرامة الاستاذ وأضحى مجالا خصبا للسخرية اللاذعة. فالأحرى بالمدرس ان ينتفض لرد الاعتبار قبل أن يطالب بحقوق أخرى.
والحق أن المسؤولية تقع على الجميع من أباء وأولياء ومدراء ورؤساء أقسام ونواب أقاليم ووزراء... لان المغرب ليس للحظة الآنية فقط ، بل هو دولة المستقبل . وما لم تعد الأمور إلى نصابها فما قام تعليم ولا نهضة ولا تقدم أمام هذا الجهل الذي يرتدي قناع الشهادات المزيفة.
فعلا اصبح المدرس يعيش وضعية صعبة،بحيث اصبح جو الفصل لا يساعد على تلقين وتبادل المعرفة............اذ اصبح هم المدرس هو ظبط سلوكات التلاميذ,,و محاولته تهيء جو هادئ والذي اغدى شبه مستحيل نظرا لتعدد اصناف عقلية التلاميذ من جهة ومن جهة ثانية التسيب الذي تعيشه اغلب المؤسسات بتساهل بعض الاداريين مع السلوكات المنحرفة لبعض المتمدرسين تحت ذريعة فترة المراهقة التي يمرون بها وكذا احترام اتفاقيات حقوق الطفل التي صادق عليها المغرب............
ان اغلب التلاميذ مستاوهم المعرفي الحقيقي لا يتماسب مع مستواهم الصفي الدراسي،فكيف لتلميذ في الثانوي التاهيلي ليس بمقدوره تركيب جملة صحيحةاواعطاء فكرة سليمة ان تنتظر منه المساهمة في بناء الدرس حسب المنهجية الجديدة للتدريس التي نقلها المغرب عن فرنسا التي تفكر جديا في التخلي عنها...حسب المنهجية الجديدة للتدريس فالتلاميذ هم المعنيون ببناء الدرس اما دور المدرس فيقتصر على التوجيه فقط.........انها فعلا ضحكة على الدقون.
فكيف تنتظر من تلميذ يعيش الفقر و التؤس و الحرمان ان يتلقى المعرفة....انها في نظري اخر شيءيفكرفيه بل الذي يشغل باله هي حاجياته الاساسية من ملبس وخبز....
ان القوانين التي اسقطتها الدولة على القطاع و التي استوردتها من الخارج قيدت حرية الاستاذ داخل قسمه و اعطت حرية اكثر للتلاميذ والذين جلهم او بالاحرى اغلبهم ليسوا في مستوى هذه المسؤولية...
عفوا هناك من سيقول ان التلميذ ضحية...نعم ضحية سياسة الدولة لكن بشغبه يزيد الطين بلة ويعكر صفومزاج الاستاذ الذي يسعى دائما ليكونوا افضل.
باختصار فالدولة لا تهتم بالمردودية على المستوى المعرفي بل ما يهمها هو الامن وذلك بزج المراهقين الاحداث داخل اسوار المؤسسات التعليمية لعلمها بطبيعة سلوكاتهم العفوية وبتعيين الاساتذة كحراس من نوع خاص لهم....نعم الاستاذ لايساءل عن مردودية بل يساءل فقط عن تاخراته او غياباته......
لكن بضميرنا المهني سنسعى دائما وابدا على تهذيب سلوك تلامذتنا قدر ما نستطيع وتوفير الجو الهادئ و المناسب للتحصيل العلمي لمن يريد ان يتعلم ولو في بعض الاحيان على حساب كرامتنا..............................
--------------------------------------------------------------------------------
العنف في الوسط المدرسي الدلائل و الحلول
تمهيد
يعتبر مصطلح العنف من أهم المصطلحات المناقشة في الأوساط و الأبعاد المختلفة أكانت سوسيولوجية ( اجتماعية ) أو سيكولوجية ( نفسية ) أو الثقافية أو حتى الاقتصادية كمسبب مساهم يخلق ويزيد من دافعية وجود هذه الظاهرة و من هذا الأساس يجب الإحاطة بالموضوع المختار من الجوانب المذكورة ضامنين تغطية شاملة للأسباب أي الدلائل و الآثار و كذا الحلول المتوخاه أو المستخدمة للخروج منها.
و كبداية للتحليل وجب الوقوف على بعض التعريف المختلفة للعنف وعليه
التعريف الأول
يشمل العنف المجلات العائلية ، المدرسية ، مؤسسات العمل و القطاعات الرياضية عليه فمصطلح العنف يشير إلى كل سلوك غير طبيعي من شأنه التأثير على هذه الوحدات بشكل غير طبيعي مما يترك بعض الآثار التي قد تزيد من الطبع العام للأزمة وعدم إمكانية التخلص منها (أ.د الهاشمي لوكيا + د.نور الدين توريريت جامعتي قسنطينة و بسكرة على التوالي قسم علم النفس ).
التعريف الثاني
هو مجموع الأسباب المساهمة في خلق بعض من السلوكات الغير طبيعية و الغير متماشية مع الأبعاد السياسية و السيكوسسيولوجيه ( النفسية الاجتماعية )، و التي من شأنها تخليف أثار صعبة إن لم تعالج أدت إلى تفاقم الأوضاع (د.كما عمران جامعة دمشق سوريا).
و من هذين التعريفين نلمح تعريف متوازي من الناحية الإجرائية الذي نستطيع تلخصيه فيما يلي : العنف ما هو إلا تلك المحصلة التي تخص الوحدات الاجتماعية و النفسية و السياسية و الثقافية مع نقص الوعي و الوصول إلى حقائق من شأنها أن تصيب الأسباب و من ثمة الخلاص من هذه الوقائع.
أما العنف المدرسي أو الذي يمس الناحية التربوية فيعرف من طرف د.محي الدين عبد العزيز من جامعة البليدة – الجزائر – أنه مجموع السلوكبات العدائية في الساحة المدرسية أكانت في الأقسام أو خارج المحيط المدرسي بشتى السلوكيات من سب و شتم و غيرها أما الو سائلية و التي تخص العنف على الوسائل و المعدات مثل التخريب و التكسير داخل الحجرات.....الخ
و نجد أ.د أحمد حويتي من جامعة الجزائر قسم علم الاجتماع و الديمغرافيا يعرف هذا الأخير و يقول: هو مجموع السلوكات الشاذة التي تخص الوسط المدرسي التي تشمل الوحدات اللفظية و الغير لفظية كما تطرقنا إليه أعلاه .
و بتعريف إجرائي لما جاء سابقا نستطيع التطرق لتعريف العنف على الشاكلة التالية: كل ما يخص السلوكيات الغير طبيعية التي تمس الوقائع التربوية كالعدوان الذي يمس الأساتذة على التلميذ و العكس صحيح و التخريب و التكسير الذي يمس الوسائل و التجهيزات و كذا تعاطي المخدرات ، التحرشات الجنسية و تعاطي الكحوليات و إلى ما ذلك .
الدلائل أو الأسباب
من الدلائل و الأسباب نذكر
دلائل تخص التلاميذ: طبيعة التنشئة الاجتماعية و الوقوع تحت تأثير المخدرات و الإحساس بالظلم و التعويض عن الفشل و الاختلاط برفاق السوء ......الخ
دلائل بيداغوجية: استعمال أساليب بيداغوجية غير متناسبة و اعتماد مناهج قديمة لا تتماشى و متطلبات العصر.
دلائل تنظيمية: كغياب اللجان التأديبية و الرقابية و التنسيقية بين أطراف و المعالم البيداغوجية مثال ذلك جمعيات أولياء التلاميذ و إدارة المدرسة ...الخ
دلائل قانونية: عدم وجود قوانين و لوائح واضحة تحكم عمل المؤسسات التربوية و الافتقار إلى أنظمة تعالج مسائل الخلاف بين أطراف المؤسسات التربوية ( أساتذة ، التلاميذ ، الإدارة ......الخ)
دلائل أمنية: انعدام و جود رجال أمن بالمؤسسات التربوية أو نقص كفاءتهم أو عدم كفايتهم إن وجدوا مقارنة بالحجم المنوط بالمؤسسة والتلاميذ.
دلائل تعود إلى وسائل الإعلام: نظرا للدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في نشر ثقافة العنف و خاصة الإعلام المرئي من خلال العروض من أفلام ومسلسلات التي تبث يوميا وفق قنوات متخصصة بالإضافة إلى العديد من الأسباب التي تساهم هي الأخرى في تشكيل خلفية عنيفة لدي الطفل و الراشد على سواء.
دلائل تعد إلى الناحية البنائية للمؤسسة التربوية: تصميم المؤسسة ، اكتظاظ الصفوف ، نقص المرافق الضرورية و لانعدام الخدمات ، كذلك المدرسين ككثرة الغياب من الصفوف للأحاديث الفارغة مما يزيد من كثرة التمرد والسلوكيات العنيفة التي يصعب التحكم فيها.
من خلال هذه الدلائل فنحن نوصي ببعض الحلول الموضوعية و الموضعية التي من شأنها المساهمة الفعلية في تخفيف مستويات السلوكيات العنيفة في الأوساط التربوبية و هي:
إعادة النظر في البرامج التكوينية للمربين و المدرسين سواء من الناحية البيداغوجية العلمية و النفسية و التربوية .
وضع نصوص قانونية جديرة بردع التلاميذ الذين يبدون سلوكايت انحرافية ، كذلك الأمر إلى المدرسين و المدراء و الطقم الإداري.
ضرورة إيجاد برامج توعوية ووقائية داخل المدارس وخارجها .
ضرورة التوجيه الإرشاد و المتابعة المستمرة للتلاميذ داخل المدارس.
توظيف أخصائيين اجتماعين و نفسين في المدارس بخصوص المتابعة المستمرة و تدريب المدرسين على اكتشاف التلاميذ العدوانيين و معالجتهم.
ضرورة رصد كل ظواهر الانحراف في المدارس مثل شرب الدخان و شرب الكحول و تعاطي المخدرات.
تكيف الأنشطة العلمية المحلية داخل المؤسسات في أسلوب إشراك التلاميذ في المحاربة الفعلية لهذه الظواهر.
تفعيل دور جمعيات أولياء التلاميذ على المشاركة المتماثلة في النظر بعين الحقيقة والاندماج الحقيقي في فرق العمل المدافعة والموجهة للتلميذ.
استخدام وسائل إعلامية على شكل دوريات و قصصات وإذعات محلية تساهم هي الأخرى في رفع الحصار
للمؤسسات التربوية وإشراكهم في الأنشطة الفعلية للواقع التربوي.
نهاية لهذا الطرح نستطيع القول أن العنف مازال مستمرا ما دامت لم تكن هنالك إستراتجية من طرف السلطات المسئولة للتحرك قدما للمساهمة الفعلية في الدفع الحقيقي للانتهاء من هذه السلوكيات المؤرقة و المتعبة للأطراف التربوية بداية من الأسرة وصولا للشارع مرورا بالمدرسة و إلى المؤسسات الخاصة المتصلة بالنشاط التربوي.
من إعداد الأستاذ هشام طلحة
أخصائي علم النفس العيادي
رئيس فرع الاستشارات النفسية و المتابعة
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
جمعية المصابين بالربو والنقص التنفسي لولاية بسكرة
المراجع:
اجتهاد خاص
أعمال اليوم الدراسي للعنف في الوسط المدرسي بمساهمة الكشافة الإسلامية الجزائرية فرع بسكرة
أعمال الملتقى الدولي للعنف المجتمع2006/2007 مداخل معرفية متعددة
--------------------------------------------------------------------------------
الشغب في المدارس يؤرق الجميع
الشغب في المدارس مصدر شكوى مستمرة من التربويين فلم يعد مقتصراً على مدارس الطلاب وإنما صار حالة يومية داخل مدارس البنات أيضاً. التربويون بكل ما يمتلكون من خبرة يحاولون علاج هذه الظاهرة لكنهم كثيراً ما يصطدمون بعوائق كثيرة، لعل أهمها اتساع نطاق دائرة حالات الشغب.
في مدارس الطلاب قد يصل الأمر أحياناً إلى التطاول على المدرس، بل والاعتداء عليه، وفي مدارس الطالبات لا يخلو الأمر من حالات مشابهة لكنها أقل حدة، فطبيعة الفتاة أنها أكثر رقة، وأكثر خجلا، وأقل ميلا إلى العنف لكن المشهود أن مثل هذه الحالات موجودة.
ومن واقع الميدان التربوي كثيراً ما يلجأ الطلاب الى اثبات ذواتهم عبر المشاغبة وهذا ما يعترف به أحد الطلاب بقوله: ان الشغب ليس سوى حالة عندي لاثبات ذاتي أمام أقراني، فهم عندما يرونني ألجأ الى مشاكسة المدرسين يقدرونني ويكنون لي الاحترام، خاصة إذا كان ذلك مع مدرس يكرهونه، أو يكرهون مادته. فالمشاغبة في هذه الحالة تشكل نوعا من التنفيس لهم وعنهم، ومن ثم فهم يقدرونني ويعبرون عن ذلك بصراحة، مما يسعدني كثيراً ولو لم يحفزني زملائي لذلك لما استمريت في تلك المشاغبات. وبشكل عام لست سعيداً بذلك.
وفي مدارس الطالبات قد يحدث أن ترد طالبة على معلمتها بصوت عال وبطريقة غير مؤدبة، وأخرى ترتسم على وجهها علامات الاستياء من طريقة شرح المعلمة، وأحياناً تصدر الطالبات أصواتاً تثير الفوضي فيكون رد المعلمة على مثل هذه الحالات هو طرد الطالبة المشاغبة. ولكن هذه السلوكيات عادة ما تكون محل رفض من أكثر الطالبات.
وهذا ما تؤكده الطالبة اسراء محمد بالصف التاسع: اسمع من بعض الصديقات في مدارس أخرى عن قصص غريبة للشغب، ومنها ان زميلة لهن قد تأخرت مرة عن دخول الحصة، فلم تسمح لها المعلمة بدخول الصف، والنتيجة ان الطالبة توعدت لها وصارت تشوش على زميلاتها أثناء الحصة حتى تثير انفعال المعلمة وتفقدها صوابها، فقامت المعلمة بطردها خارج الصف، وتهديدها بالذهاب الى المديرة.
ميعاد مصطفى طالبة في الصف التاسع ترجع أسباب الشغب في الفصل من وجهة نظرها إلى التقليد الأعمى أو ضعف الثقة في النفس، ومحاولة لفت النظر بأي طريقة ولو على حساب الغير، وأكدت أن هذا السلوك مرفوض لأن المدرسة مكان لتلقي العلم وليس لإثارة الشغب والمشكلات.
ميرة عبد الله راشد تقول إن سلوك البنت في المدرسة يعكس طريقة تربيتها، ومن المحتمل أن تكون لها ظروف أسرية خاصة تؤثر على تصرفاتها في المدرسة مع زميلاتها أو المعلمات، وتضيف الطالبة ولاء أحمد أنه من الممكن أن تكون طبيعة الطالبة المشاغبة نفسها دائمة السخرية والتهكم في كل علاقاتها داخل البيت ومع زميلاتها وأقاربها، ولأن أحداً من أفراد أسرتها لم ينبهها للخطأ الذي تفعله، فتتمادى فيه وتستمر في نفس السلوك حتى مع المعلمات ولو بدون قصد لأنها تعودت على هذا الأسلوب.
المدرسون من جانبهم يشخصون المشكلة ويضعون لها الحلول فلا يخفي رياض دخل الله مدرس لغة عربية في مدرسة آل مكتوم للتعليم الأساسي «الحلقة الثانية» وجود لا مبالاة عند الطلاب في المدرسة، والذي يعزوه بالأساس إلى عدم متابعة الأهل، واهتمام الطلاب المنصب على النشاطات الخارجية بعيداً عن المدرسة والدراسة.
حيث قال: بشكل عام نتعامل مع الطلبة المشاغبين أو الذين لا يستمعون للمدرس بأسلوب الوعظ والارشاد، وإذا لم ينجح نترك الأمر للأخصائي الاجتماعي، وفي بعض الحالات نستدعي ولي الأمر، وقليل من أولياء الأمور من يتجاوبون. وأضاف: الأخصائي الاجتماعي يزودنا بأسماء طلاب ويشرح بعض الحالات الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها من أجل معرفة طريقة التعامل مع هذه الفئة.
ويضيف دخل الله: جرى في العام الماضي نقل إجباري لبعض الطلاب، والبعض الآخر تعاملت معهم المدرسة بطرق علاجية مختلفة، ساهمت في احتواء قسم من هؤلاء المشاغبين، والمدرسة بدورها تقدم جهوداً جبارة في سبيل السيطرة أو الحد من ظاهرة الفوضى واللامبالاة عند البعض من الطلاب، فالادارة تعمل ما بوسعها من خلال عدة وسائل في هذا المجال، إضافة إلى أن المدرسين يقومون بأعباء وجهود مضاعفة فوق طاقتهم.
وفي السياق ذاته يرى مفيد منصور، مشرف الرياضيات في مدرسة الثريا الخاصة أن الطالب يبقى مطيعاً وملتزماً في دراسته ومدرسته طالما يشعر بالاستفادة والاحترام المتبادل، فالمدرسة تقوم بإرشاد الطلبة تربوياً وتشعرهم دائماً بأهميتهم كجيل واعد ينتظره مستقبل زاهر، حتى يعرفوا قيمة ذاتهم وأنهم جزء متمم للمدرسة، وبهذه الطريقة نتخلص من بعض السلوكيات غير المرغوب فيها عندهم.
ويلفت منصور: يجب على المدرس أن يتنازل عن كبريائه ويتعامل مع الطلاب وكأنهم رجال، ولا ينتقص من شخصيتهم شيئاً، وتابع إذا أراد المدرس أن يكسب الطالب، فلا يستخدم أسلوب الأمر معه، إلا في حالات نادرة وتحتاج لذلك، لأن هذا الأسلوب يشعر الطالب بالدونية وبالتالي قد يولد لديه ردود فعل غير محمودة.
أما ميشيل شماص، مدرس دائرة فنية في مدرسة المواكب الخاصة، فشدد على أهمية وجود المحبة بين المدرس والطالب، حتى يتم القضاء على ظاهرة تمرد الطالب أو لا مبالاته. ويوضح كذلك: لا يوجد تصنيف «مشاغب» في التعامل، فهذا مصطلح غير محبذ، والطالب لا يكون مشاغباً بقدر ما يشعر بنقص في جانب معين في شخصيته، وهذه يمكن التغلب عليه من خلال بذل المدرس جهوداً مضاعفة في تقوية العلاقة بين الطلاب عن طريق التودد والمحبة.
وينوه أيضاً: أن المشاركة عن طريق وجود النشاطات المختلفة في المدرسة هي سبيل ناجح في احتواء الطلبة، فشعور الطالب بالعمل الجماعي وابتعاده عن الوحدة والعزلة يملأ الفراغ عنده، وبالتالي يتم حصر المشكلة، وبيئة المدرسة يجب أن تعمل كخلية نحل يكمل بعضها بعضاً عن طريق النشاطات المتنوعة، لكن المشكلة هنا إذا كانت هذه الخلية بدون ملكة.
وبنفس الاتجاه يطرح غسان سعود، مدرس الأحياء في مدرسة الثريا أسلوباً آخر للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب بقوله: الطالب المشاغب في الغالب يكون عنده نشاط زائد، ودور المدرس هنا في تكليفه بأعمال قيادية وريادية على مستوى الطلاب، حتى يعتبر نفسه مسؤولاً عن غيره من الطلاب. وبالتالي يقوم الطالب سلوكه من تلقاء نفسه حتى يشعر الآخرين بأنه قدوة.
ويضيف مسعود: على المدرس أن يبقي حاجزاً معيناً بينه وبين الطالب، فلا ينزل إلى مستواه، لأن طريقة تفكيره الغير ناضجة تقوده إلى سلوكيات غير سوية في التعامل مع المدرس من خلال إساءة فهم هذه العلاقة.
والمدرس أيضاً يجب أن يكون رحب الصدر، ويغفر بعض الزلات للطلاب، ولا يتشدد معهم، ولا يلوح كثيراً بالسلطة والعقاب.
ومن جانبه يقول محمد حجاوي، مدرس الجغرافيا في مدرسة النعمان بن بشير الثانوية في عجمان: نظرا لغياب العقاب البدني، فانني أؤيد اللجوء الى عقاب من نوع آخر، عن طريق حرمان المشاغبين من الرحلات ومن بعض حصص التربية الرياضية، وتوجيه انذارات واخطارات لهم، وفصل ونقل الحالات الصعبة، وخصم درجات من معدّلهم، اضافة الى استدعاء ولي أمر الطالب، وأصعب ما يكون على الطالب أن تستدعي ولي أمره، فهذه طرق تحد وتقضي على هذه الظاهرة.
ويختتم حجاوي: اذا كان المدرس متوازنا في تعامله مع الطلاب بعقلانية وواقعية، فهو لا يحتاج الى استخدام الكثير من هذه الوسائل، وفهم المدرس للطالب، ومعرفة محيطه الاجتماعي من أهل واصدقاء ضرورة في اختيار الوسيلة الأكثر جدوى للتعامل معه.
الأخصائيات الاجتماعيات لهن طرقهن في علاج ظاهرة الشغب لدى الطالبات خاصة، وذلك من منطق ظروف كل حالة، وعادة ما تنجح جهود الاخصائيات في هذا المجال. وهذا ما يؤكدنه.
سناء علي الرابوي الاختصاصية النفسية في تعليمية رأس الخيمة تقول ان دور جهازي الخدمة الاجتماعية والنفسية في المدارس يعتبر دورا متكاملا، فبعد دراسة الحالات التي تصل الينا من الاختصاصيات الاجتماعيات نتيجة شغب البنات في المدارس، فقد تبين أن بعضها يعبر عن تمرد الطالبة وهي تمر بمرحلة المراهقة على طبيعة حياتها في الأسرة أو المدرسة وهو مرتبط بالرغبة في تأكيد الذات خاصة في تلك الفترة.
التي ترغب فيها الفتاة بأن يشعر بها الآخرون ويعاملونها على أنها شخص كبير وليست طفلة لا تزال صغيرة، مما يوقعها في العناد والعنف، فالمطلوب من الأهل والمعلمات في تلك المرحلة تفهم التغيرات النفسية وطبيعة المرحلة التي يمرون بها في هذا السن، ونحاول ايجاد علاقة قوية معهن، يعبرن من خلالها عن أفكارهن بطرق ايجابية ودون مصادرة لآرائهن.
وتستطرد قائلة: سلوك الطالبة بشكل عام يتأثر بالسلب أو الايجاب بالعوامل المحيطة بها، كالتفكك الأسري والتدليل أو القسوة الزائدة من الوالدين، عدم متابعة الأسرة للأبناء أو نتيجة للضغوط الاقتصادية.
وتعزو الرابوي كذلك بعض حالات الشغب الى رفاق السوء والنزعة الى السيطرة على الغير اضافة الى أنه قد يكون السبب من المعلمة نفسها لغياب القدوة الحسنة وضعف ثقة الطالبات في بعض المدرسات، ممن يمارسن هواية اللوم المستمر، وكذلك عدم اهتمامهن بمشكلات الطالبات، وغياب التوجيه والارشاد من قبلهن ومحاولة التواصل بود مع الطالبات.
وتشير الى أن المجتمع المدرسي نفسه قد يكون متهما أحيانا بأنه سبب من أسباب لجوء الطالبات الى الشغب في الفصل، ومثال على ذلك كثافة الفصول الدراسية، أو عدم كفاية الأنشطة المدرسية.
ايمان عبيد الاختصاصية النفسية في تعليمية رأس الخيمة تؤكد أن شغب البنات ظاهرة غريبة ودخيلة على المجتمع المدرسي، قائلة: لقد واجهت خلال عملي في المدارس حالات متعددة للشغب في المرحلتين الاعدادية والثانوية منها التشويش في الفصل، وعدم الاحترام، والتحدي، أو التلفظ بألفاظ غير لائقة، والاهمال المتعمد لنصائح وتوجيهات المعلم، وعدم اتباع قوانين ونظم المدرسة.
وبالبحث عن الاسباب التي قد تؤدي بالطالبة الى اثارة الشغب في المدرسة تقول ايمان: أسباب سلوك الشغب احيانا قد ترجع الى شخصية بعض المعلمات، وغياب القدوة الحسنة، وعدم اهتمام المعلمات بمشكلات الطالبات وغياب التوجيه والارشاد من قبلهن، وضعف ثقة الطالبات في بعضهن ممن يمارسن هواية اللوم والتوبيخ المستمر والتي تولد الرغبة في الانتقام عند الطالبة.
وقد يكون الشغب راجعا الى المناخ الدراسي الذي يخلو من ممارسة العلاقات الانسانية، وتعليمهن كيفية التعبير عن مشاعرهن من دون اللجوء الى أساليب مرفوضة، او لعدم قدرة المعلمين على امتصاص انفعال الطالبة المشاغبة والسيطرة على الصف.
وقد اثبتت الدراسات ان العنف والشغب في المدارس يرجعان الى عدة عوامل أهمها فقدان السلام الداخلي والقلق والخوف والاضطراب النفسي والتأخر الدراسي أو الفهم الخاطئ لمعني القوة فمعظم المشاغبات من الطالبات لسن من المتفوقات، والسبب الرئيسي هو غياب العلاقة الحميمة بين الطالبة والمدرسة.
وقدمت الاختصاصية النفسية ايمان عبيد عددا من الاقتراحات للحد من شغب الطالبات في المدارس ومنها محاولة استقطاب المشاغبات والتفاهم معهن، وعدم استخدام الاساليب التقليدية في الشرح واللجوء الى جعل الحصة اكثر تشويقا وايجابية لجذب انتباهن ومشاركتهن في تفعيل الحصة.
كما وجهت دعوة لأولياء الأمور بتضافر جميع الجهود بين الأسرة والمدرسة لغرس قيمة احترام المعلم لمكانته وهيبته، والتأكيد على دور وسائل الاعلام في التأثير على الابناء، وضرورة مراقبة الابناء عند مشاهدة التلفاز لأن كثرة متابعة أفلام العنف تغرس في المشاهد حب الرغبة في التقليد، فتربية الابناء مسؤولية جسيمة سنسأل عنها يوم الحساب.
واقترحت الاختصاصية سناء الرابوي احد الحلول المطروحة لحل المشكلة وهي مشاركة الطالبات في النشاطات التربوية لامتصاص شحنات العنف وا لقسوة لديهن ويعلمهن السلوك الهادئ بصفة عامة، مع التدخل المبكر من قبل المتخصصين في التعرف بمظاهر العنف في بدايتها وحلها، وبالطبع لا يجوز أن نغفل ان بعض المعلمات الجدد تنقصهن الخبرة الكافية في التعامل مع حالات الشغب، وهذا يؤدي الى فوضى شاملة في الصف، كما اؤكد أهمية تفعيل العلاقة بين المعلم والطالبة في اتجاه ايجابي لتصبح كعلاقة الأم بابنتها يسودها الاحترام والحب.
عائشة تميم مديرة مدرسة قباء للتعليم الأساسي الحلقة الثانية للبنات تؤكد ان حزم الادارة المدرسية وصرامة القوانين المطبقة داخل الحرم المدرسي مع التوجيه المستمر والتوعية، تساهم في التقليل من حدة مشاغبة البنات، لخوفهن من العقاب، ومهما كان الأمر فلن يصل الشغب ابدا الى ما هو عليه في مدارس البنين، فالبنت بطبيعتها رقيقة وهادئة، والطالبات في المرحلة الأساسية خاصة في الصفين السادس والسابع لا يزلن أطفالا، لم تتجاوز أعمارهن الثالثة عشرة.
ولا يتجرأن على التطاول على المعلمات، ومنذ عامين واجهنا حالات فردية لطالبات في الصف الثامن قمن بأعمال شغب واتلاف بعض أدوات المختبر، وبعد تحويلهن للاختصاصية الاجتماعية ومعرفة أسباب التصرفات غير المسؤولة التي قمن بها، تمت معالجتهن، واصبحت هؤلاء الطالبات بعد ذلك من أكثر الطالبات التزاما في المدرسة، بل وقدوة لزميلاتهن.