في أعقاب المؤتمر الذي أقيم في جامعة طيبة في حقل الكيمياء وعند سؤال العالم جون فن الحاصل على جائزة نوبل لعام 2002م في الكيمياء عن سر تميز الأساتذة العرب في الدول الغربية عن الدول العربية فأجاب : " بأن الأجواء السائدة في الغرب هي تقدير العلم والاهتمام بالعلماء، ووضع كافة الإمكانات تحت أيدي العلماء ومساعدتهم". عكاظ(15550) وتلخصت إجابة العالم في الثلاثة قواعد كانت هي السبب الرئيس في هجرة العقول ذوات الدم العربي إلى أحضان الحضارة الغربية فمن القاعدة الأولى: التي تدعي إلى توفير الأجواء المشحونة بالعلم والتعليم وتلبية احتياجات الرسالة التعليمية. وتطعيم حب المعرفة في نفوس طالبيه. بحيث لا يمكن أن تحترق في يوم من الأيام بشمعتك التي تضيْ لك دروب النور وتمدك بدفْ المعرفة. وتلخصت القاعدة الثانية: في الاهتمام بالعلماء الذين لهم طاقات بشرية يجب أن تقدر وتكرم ولهم احتياجات إنسانية يجب أن تلبى ولهم مطالب معيشية يجب أن توفر وتتحقق فما العلم بدون العلماء. إذاً العلماء هم حلقة الوصل بين ما توصلوا له وما سنتوصل اليه وبيدهم الفضل بعد الله في إكمال المسيرة التعليمية. وتوجهت القاعدة الثالثة: في وضع كافة الإمكانات في أيدي العلماء ومساعدتهم ويقصد بهذا توفير البيئة التعليمية الجيدة سواء كانت من معامل ومختبرات وورش عمل إلى مؤتمرات وندوات وتجهيز المكتبات في جميع الأقسام النظرية منها والعلمية.
ومن خلال النظر في هذه القواعد نجد أن هجرة العقول كانت بسبب تجاهل سياستنا التعليمية لهذه الركائز الثلاث المتعلم، العالم، البيئة ولالتعليمية فيجدر بالدول العربية أن تعيد حساباتها وتنظر إلى مرتكزاتها التعليمية وأن تنقذ ما يمكن إنقاذه وتوقف هذا النزيف وهو نزيف هجرة العقول.